سورة التوبة - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التوبة)


        


{الذين يلمزون} يعيبون ويغتابون {المطوعين} المتطوعين المُتنفلِّين {من المؤمنين في الصدقات} وذلك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حثَّ على الصَّدقة، فجاء بعض الصحابة بالمال الكثير، وبعضهم- وهم الفقراء- بالقليل، فاغتابهم المنافقون وقالوا: مَنْ أكثرَ أكثر رياءً، ومَنْ أقلَّ أراد أن يذكر نفسه، فأنزل الله تعالى هذه الآية. {والذين لا يجدون إلاَّ جهدهم} وهو القليل الذي يتعيَّش به {فيسخرون منهم سخر الله منهم} جازاهم جزاء سخريتهم حيث صاروا إلى النَّار، ثمَّ آيس الله رسوله من إيمانهم ومغفرتهم فقال: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم} وهذا تخييرٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ قال: {إن تستغفر لهم سبعين مرة} أَيْ: إن استكثرت من الدُّعاء بالاستغفار للمنافقين لن يغفر الله لهم.
{فرح المخلفون} يعني: الذين تخلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين {بمقعدهم} بقعودهم {خلاف رسول الله} مخالفةً له {وقالوا لا تنفروا} مع محمدٍ إلى تبوك {في الحرِّ قل نار جهنم أشدُّ حراً لو كان يفقهون} يعلمون أنَّ مصيرهم إليها.
{فليضحكوا قليلاً} في الدُّنيا، لأنَّها تنقطع عنهم {وليبكوا كثيراً} في النار بكاءً لا ينقطع {جزاءً بما كانوا يكسبون} في الدُّنيا من النِّفاق.
{فإن رجعك الله} ردَّك {إلى طائفة منهم} يعني: الذين تخلَّفوا بالمدينة {فاستأذنوك للخروج} إلى الغزو معك {فقل لن تخرجوا معي أبداً} إلى غزاةٍ {ولن تقاتلوا معي عدواً} من أهل الكتاب {إنكم رضيتم بالقعود أول مرة} حين لم تخرجوا إلى تبوك {فاقعدوا مع الخالفين} يعني: النِّساء والصِّبيان والزَّمنى الذين يخلفون الذَّاهبين إلى السَّفر، ثمَّ نُهِيّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الصَّلاة عليهم إذا ماتوا، والدُّعاء لهم عند الوقوف على القبر.


{ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره...} الآية.
{ولا تعجبك أموالهم} مضى تفسيره.
{وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول منهم} يعني: أصحاب الغنى والقدرة يستأذنونك في التَّخلُّف.
{رضوا بأن يكونوا مع الخوالف} النِّساء اللاتي يخلفن في البيت {وطبع على قلوبهم} بالنِّفاق {فهم لا يفقهون} لا يفهمون الإِيمان وشرائعه وأمر الله.


{وجاء المعذِّرون} المعتذرون، وهم قوم {من الأعراب} اعتذروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في التَّخلُّف فعذرهم، وهو قوله: {ليؤذن لهم} أَيْ: في القعود {وقعد الذين كذبوا الله ورسوله} لم يُصدِّقوا نبيَّه، واتَّخذوا إسلامهم جُنَّة، ثمًّ ذكر أهل العذر.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10